خل ادكـــــــار الأربـعِ والمعهد المــــــــرتبعِ *** والضاعـــن المـــــودعِ وعـــــــد عنـه ودعِ واندب زمـــــــانا سلفـا سودت فيـه الصحفــــــا *** ولـــم تزل معـتكـفــــا علــــــى القبيح الشــنعِ كم ليلـــــــة أودعتـها مآثـــماً أبدعتهـــــــا *** لشهـــــوة أطعتهــــا فـــــي مـــرقد ومضجعِ وكـــــــم خطاً حثثـتها في خـــــزية أحدثتهـــا *** وتوبــــــــــة نكثتها لملعـــــب ومـــــرتعِ وكـــم تجرأت علــــــى رب السماوات العلــــــى *** ولــــم تراقبــــــه ولا صدقت فيما تدعــــــــي وكم غمصـــت بــــــره وكــم أمنت مكـــــــره *** وكم نبــــذت أمــــــره نبذ الحـــــذا المـــرقعِ وكم ركضـــت فـــي اللعب وفهت عمداً بالكـــــــذب *** ولم تراعـــــــي ما يجب من عهــــده المتبّــــعِ فالبس شعــــــــار الندمِ واسكب شآبيب الـــــــدمِ *** قــــــبل زوال الـقـــدمِ وقبل سوء المصــــــرعِ واخضع خضــــوع المعترف ولذ ملاذ المقتـــــــرف *** واعص هــواك وانحـــرف عنه انحــــــراف المقلعِ إلامَ تسهــــــو وتنـــي ومعظم العمر فنـــــــي *** فيمـا يضر المقتـــــــني ولست بالمــــــــرتدعِ أما ترى الشيب وخــــــط وخط في الرأس خـــــطط *** ومن يلــــح وخط الشمـط في ثوبه فقد نعــــــــي ويحك يا نفس احرصـــــي على ارتيــــــاد المخلص *** وطاوعــــي وأخلصــــي واستمـــعي النصح وعـي واعتبري بمــن مضـــــى من القــــــرون وانقضى *** واخشــــي مفاجاة القضاء وحاذري أنت خدعـــــي وانتهجي سبل الهــــــدى وادكري وشك الـــــردى *** وأن مثـــــواك غــــدا في قعـــــــر لحد بلقعِ آه لــه بيت البـــــــلى والمنزل القفــــــرالخلا *** ومورد السفر الألــــــــى واللاحــــــــق المتبعِ بيت يـــرى من أُودعـــه قد ضمه واستودعــــــه *** بعد الفضـــــــاء والسعة قيــــــــد ثلاث أذرعِ لا فـــرق أن يحلــــــه داهيـــــــــة أو أبله *** أو معسر أو من لـــــــه ملك كملك تبـــــــــعِ وبعـــــــده العرض الذي يحوي الحيي والبــــــذي *** والمبـــــتـدي والمحتذي ومن رعى ومن رُعـــــي فيا مفازالمتقـــــــــي وربح عبد قد وقـــــــي *** سوء الحســــــاب الموبقِِ وهول يوم الفـــــــزعِ ويا خسارَ من بغــــــــى ومن تعدى وطغـــــــى *** وشب نيران الوغـــــــى لمطعمٍ أو مطمـــــــع يا مـــــن عليه المتــكل قد زاد مـــا بي من وجـل *** لمــــــا اجترحت من زلل في عمــــــري المضيعِ فاغـفـر لعبد مجتـــــرم وارحم بكـــــاه المنسجم *** فأنت أولــــــى من رحم وخير مدعـــــــو دعي
أهلا و سهلا القصيدة للأديب "الحريري" صاحب المقامات, وقد أوردها ضمن مقامته البصرية و هي من آخر مقاماته