أحببت أن أطالع للشاعر نزار قباني فاشتريت البارحة ديوانه الأول ، حسبي أنه أول ديوان له ، و عهدي أن الشاعر الجيد جيد من المرة الأولى ، فإما يكون أو لا يكون "أقترح عليكم أول قصيدة من ديوانه "قالت لي السمراء كميس الهوادج .. شرقية ترش على الشمس حلو الحدا كدندنة البدو .. فوق سرير من الرمل ، ينشف فيه الندا و مثل بكاء المآذن .. سرت إلى الله ، أجرح صحو المدى أعبيء جيبي نجوما .. و أبني على مقعد الشمس لي مقعدا و يبكي الغروب على شرفتي .. و يبكي لأمنحه موعدا شراع أنا .. لا يطيق الوصول ضياع أنا .. لا يريد الهدى حروفي، جموع السنونو، تمد على الصحو .. معطفها الأسودا . أنا الحرف . أعصابه . نبضه ..تمزقه قبل أن يولدا أنا لبلادي .. لنجماتها لغيماتها .. للشذى .. للندى ..سفحت قوارير لوني نهورا على وطني الأخضر المفتدى و نتفت في الجو ريشي صعودا و من شرف الفكر أن يصعدا تخيلت حتى جعلت العطور ترى ..و يشم اهتزاز الصدى بأعراقي الحمر .. إمراة تسير معي في مطاوي الردا تفح .. و تنفخ في أعظمي ..فتجعل من رئتي موقدا جمالك مني .. فلولاي لم تك شيئا .. و لولاي لن توجدا و لولاي ما انفتحت وردة و لا فقع الثدي أو عربدا صنعتك من أضلعي .. لا تكن جحودا لصنعي و لا ملحدا أضاعك قلبي ، و لما وجدتك يوما بدربي .. و جدت الهدى عزفت . و لم أطلب النجم بيتا و لا كان حلمي أن أخلدا إذا قيل عني " أحس" كفاني "ولا أطلب "الشاعر الجيدا "شعرت "بشيء" فكونت "شيئا بعفوية، دون أن أقصدا فيا قارئي .. يا رفيق الطريق أنا الشفتان .. و أنت الصدى سألتك بالله .. كن ناعما ..إذا ما ضممت حروفي غدا تذكر .. و أنت تمر عليها ..عذاب الحروف .. لكي توجدا سأرتاح .. لم يك معنى وجودي فضولا .. و لا كان عمري سدى .. فما مات من في الزمان أحب .. و لا مات من غردا نزار قباني